السبت، 17 يناير 2015

رسالة.. [اختيار الزوج]
إنك يا صديقي تختار لكل العمر غالبا، وتؤسس لحياتك القادمة حتى مماتك.

أعلم أنه يعجبك حسنها، وأنك تحبها، لكنني كلما سألتُك عن دينها قلت: هي طيبة وفيها خير و "واحدة واحدة" رويدا رويدا ستسير على الصراط المستقيم!
أنت رجل ذو دين يا صديقي "ملتزم" وتعلم جيدا قول النبي صلى الله عليه وسلم:
(فاظفر بذات الدين تربت يداك)
فكيف نجعل الشرط الأصيل مجردَ احتمال، فقط لتحقق بعض الشهوات العاجلة؟

إنَّ امرأةً تسير في ذلك الطريق لأجل الزواج برجل صادف أن يكون ذا دين كما يظهر!! فهذا لا فرق بينه وبين ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم:
(ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه)
وإن امرأة تسير في الطريق لأجل رجل لا عن قناعة بالطريق ولا عن حب له؛ لن تكون مستقيمة لك على حال، إنك كلما زاد إيمانك وزِدتَ في الطاعة وعملِ الصالحات؛ فعلتْ هي شيئا من ذلك، وكلما ضعف إيمانك وكنت مفرطا في جنب الله؛ وافق ذلك طبعها وطبيعتها فما رفعت بشيء من ذلك رأسا.
وإن من نلقاهن في الحياة في زي الملتزمات من ضعيفات الدين، بل بعضهن ممسوخات الدين والخلق، أغلبهن من هذا الصنف،

وتسمع الشكاوى من قلة عفتها، أو قلة دينها، أو رغبتها المادية العارمة في حيازة متاع الدنيا، أو إفشائها لأسرار بيتها وفضحها لزوجها مستور الحال... وغير ذلك كثير.. !!
إن الطباع تغلب التطبع يا صديقي، خاصة مع ضعفٍ في إرادة التطبع وقوته، وإنك مازلت على البر لم تخض في البحر بعد، فاحزم أمرك اليوم!

فإنها امرأة ستكون رفيقة لك، تحمل شرفك وعرضك، وتربي لك ولدك، فإما أن تغرس فيه قيم الدين وعلو الهمم، وإما أن تغرس فيه أصل طباعها ليكون من حثالة الأمم..
كم حاولت نصحك بالتلميح والتصريح ولا أرى منك إلا الإعراض، لافتتانك بها، وأنا لا أجزم بشيء مما قلتُ، ولكنه الغالبُ يا صديقي، وهذه آخر رسائلي إليك بخصوص هذا الأمر،

وإنى لأسأل الله لك الخير والبركة في الدين والدنيا والآخرة، كما أسأله سبحانه أن يجعل هذه المرأة -إن تزوجتها- صالحة معينة لك على الخير، وأن يخيب الله ظني فيما ظننت.

والله المستعان وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والسلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق